هديل يعقوب 
فيديو : محمد حياصات 

في حوار خاص لوكالة رم ، قدّم مدرب السباحة أحمد سعادة رؤية شاملة حول تدريب السباحة لمختلف الفئات العمرية، مركّزاً على الأطفال حديثي الولادة، الذين يُعرف تدريبهم بمرحلة الـ New Born، إضافة إلى الأطفال الأكبر سناً والبالغين، وما يتخلل ذلك من مهارات ومخاوف ومحددات صحية.

وقال سعادة إن فكرة تدريب الأطفال من عمر شهرين إلى سنة جاءت من ملاحظة أن الطفل عند ولادته يكون معتاداً بيئياً على الماء داخل رحم والدته. ومن هنا تنطلق الفكرة: تنمية هذه الغريزة واستغلالها عبر حركات بسيطة، أهمها تحريك قدمي الطفل داخل الماء.

ويشير إلى أن هذه المرحلة ليست تدريباً بالمعنى التقليدي، بقدر ما هي تكيّف مع الماء وتهيئة للمرحلة المقبلة.

و قسّم المدرب سعادة المتدربين إلى ثلاث فئات رئيسية:

1. من شهرين – سنة (New Born): المرحلة الأسهل من حيث التدريب، لأن الطفل يتعامل مع السباحة على أنها لعب، ما يساعده على التفاعل دون خوف.
2. من 6 – 12 سنة: المرحلة العمرية الأكثر استفادة من السباحة، حيث يكتسب الطفل المهارات الأساسية بسهولة كبيرة.
3. الكبار فوق 40 عاماً: ويعتبرها المدرب أحمد أصعب مرحلة، لأن المشكلة الأكبر تكون في التغلّب على مخاوفهم النفسية أكثر من تعلّم الحركات ذاتها.

وأوضح سعادة أن هناك حالات صحية تُمنع فيها السباحة حفاظاً على سلامة الطفل ومنها :
الربو
التهابات الأذن الوسطى
فرط الحركة

وبالنسبة للأطفال حديثي الولادة، يُفضَّل التوقف عن السباحة فترة المطعوم كما تحتاج فئة الـ New Born إلى كورس كامل من التدريب للوصول إلى نتائج واضحة حتى عمر سنة.

السباحة… تدريب نفسي قبل أن تكون مهارة

و شدد سعادة على أن السباحة تعتمد على الجانب النفسي بشكل كبير، خصوصاً للفئات الأكبر سناً. ويضيف أن العمر 6 – 12 سنة هو الأكثر مناسبة لبناء مهارات سباحة متينة، نظراً لتوازن الجانب النفسي والبدني لدى الطفل في هذه المرحلة.

ومن أبرز التحديات التي يواجهها المدربون، كما يوضح أحمد، هو خوف الأهل على أطفالهم. ولذلك يحرص على السماح للأهل بالبقاء مع أطفالهم داخل الحصة، مؤكداً أن ذلك يعزز الطمأنينة ويشجع الطفل.

واضاف أن الحصص الخاصة أفضل بكثير للطفل لأنها تمنح المدرب تركيزاً أعلى ومتابعة أدق.
يُفضَّل عدم دخول المسبح بعد الأكل مباشرة، للطفل أو البالغ.
أفضل حرارة مناسبة للمسابح هي 29 درجة مئوية ، ونسبة الكلور تتراوح بين 1 و 2 ونصف .

يقدم سعادة نموذجاً مختلفاً في تدريب السباحة، يعتمد على التكيّف، النفسية، وربط السباحة بمرحلة نمو الطفل. وبحسب رؤيته، فإن الماء ليس مجرد بيئة تدريب، بل مساحة لاكتشاف الذات وتجاوز الخوف وبناء الثقة، مهما اختلف العمر.